لماذا انخفضت عملة Bitcoin إلى الأحداث حتى تاريخ اليوم؟

نجحت عملة البيتكوين في تحقيق أعلى قيمة لها على الإطلاق حيث تشير النتائج المبكرة إلى أنّ المرشح الجمهوري دونالد ترامب قد يكون في طريقه للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.

في 6 نوفمبر، مع ظهور نتائج التصويت في الانتخابات الأمريكية واحدة تلو الأخرى، ارتفع سعر البيتكوين إلى مستوى قياسي، حيث وصل إلى 75,363.66 دولارًا في وقت ما، متجاوزًا الارتفاع التاريخي له البالغ 73,798 دولارًا في 14 مارس، وارتفع بنسبة أكثر من 9.29٪ في 24 ساعة. ومن ثمّ ارتفعت أسعار العملات المشفرة البديلة مثل Ethereum وDogecoin بشكل حاد.

في 19 سبتمبر 2024، أعلن الاحتياطي الفيدرالي عن خفض نسبة الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مما أدى إلى خفض النطاق المستهدف لنسبة الفائدة على الأموال الفيدرالية من 5.25% - 5.5% إلى 4.75% - 5%. ويمثل هذا أول خفض لنسبة الفائدة منذ مارس 2020، لينهي بذلك فترة أربع سنوات ونصف مرت دون تخفيضات. فمثل هذا التخفيض الكبير نادر نسبيًا، حيث يقوم الاحتياطي الفيدرالي عادةً بتعديل نسبة الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. ومع ذلك، وفي ظل الظروف الاقتصادية المحددة، يشير هذا التخفيض بمقدار 50 نقطة أساس إلى قلق بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن الوضع الاقتصادي الحالي ويفتح دورة جديدة من تسهيلات السياسة النقدية. كما يُشير هذا التحول إلى انخفاض تكاليف الاقتراض وزيادة السيولة، مما قد يؤدي إلى تقلبات في الأسواق المالية العالمية، بما في ذلك الأسهم والسندات والمعادن الثمينة والعملات المشفرة. ففي سوق العملات المشفرة، يُمكن أن يوفر خفض نسبة الفائدة هذا دفعة إيجابية قصيرة المدى.  من منظور السياسة النقدية، تعمل نسبة الفائدة المنخفضة على تقليل جاذبية الأصول التقليدية منخفضة المخاطر مثل السندات، مما يشجع رأس المال على التدفق إلى الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم والعقارات والعملات المشفرة. وبالتالي، غالبًا ما تؤدي تخفيضات نسب الفائدة إلى زخم صعودي قصير الأجل لهذه الأصول.

وباعتبارها العملة الرائدة في سوق العملات المشفرة، فإن أداء سعر البيتكوين غالبًا ما يكون مؤشرًا رئيسيًا على معنويات السوق بشكل عام. ونظرًا لأنّ قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض نسبة الفائدة يرفع التوقعات بضعف الدولار الأمريكي، فإن اهتمام المستثمرين بعملة البيتكوين يزداد عادةً. غالبًا ما يُنظر إلى البيتكوين على أنه ذهب رقمي، وخلال فترات التيسير النقدي، تزداد جاذبية هذه العملة كتحوّط ضد التضخم. بالإضافة إلى ذلك، فإن تدفق رأس المال المؤسسي، لا سيما مع إدخال صناديق تداول البيتكوين، يسهل تخصيص البيتكوين في المحافظ الاستثمارية، مما يزيد من ارتفاع سعرها. ومع ذلك، لا يزال سعر البيتكوين عرضة لعوامل الاقتصاد الكلي وتحولات السياسة النقدية والمخاطر الجيوسياسية. إذا وصل الاقتصاد العالمي إلى حالة ركود، فقد ينخفض الطلب على البيتكوين، مما يؤدي إلى تفاقم تقلبات الأسعار.

ففي حين تبدو معنويات السوق على المدى القصير إيجابية، يجب على المستثمرين مراقبة التوجهات الاقتصادية العالمية والتحولات السياسية والمشهد التنظيمي المتطوّر للتعامل مع تقلبات السوق المحتملة على المدى الطويل.

في مؤتمر البيتكوين لعام 2024، أكبر حدث سنوي في مجال العملات المشفرة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب عن دعمه لعملة البيتكوين والعملات المشفرة. وتعهد بأنّه في حالة إعادة انتخابه، فإنه سيجعل البيتكوين أصلًا احتياطيًا استراتيجيًا للولايات المتحدة ويحول البلاد إلى «عاصمة العملات المشفرة في العالم» و«قوة البيتكوين العالمية». حدد ترامب خطة لإطلاق العنان لإمكانات هذه الصناعة الناشئة ووعد بإنشاء لجنة استشارية لتشكيل سياسات العملات المشفرة الخاصة بإدارته.

وفقًا لتقرير صادر عن Public Citizen، وهي مجموعة رقابة غير ربحية أمريكية، بلغ إجمالي التبرعات السياسية للشركات خلال الانتخابات الأمريكية لعام 2024 248 مليون دولار، مع ما يقرب من 48% من شركات العملات المشفرة مثل Ripple وCoinbase. وهذا يؤكد التأثير السياسي المتزايد لمجال العملات المشفرة، والتي أصبحت قوة لا يُمكن إنكارها. فلا يُركّز هذا الاتجاه على القوة المتزايدة لقطاع العملات المشفرة فحسب، بل يثير أيضًا نقاشًا واسعًا حول تأثيره على السياسة الأمريكية ونتائج الانتخابات. يعتقد المحللون أنّ الناخبين في مجال العملات المشفرة يُمكن أن يلعبوا دورًا مهمًا في تحديد المرشح الفائز، وأنّ القوة السياسية المتزايدة لمجال العملات المشفرة قد تدفع العملات المشفرة في نهاية المطاف نحو الريادة.

مع اقتراب الانتخابات الأمريكية لعام 2024، أصبحت تحركات أسعار العملات المشفرة، بما في ذلك البيتكوين، تتماشى مع توجهات السوق. ويتوقع العديد من المحللين أنه مع اكتساب العملات المشفرة مزيدًا من الزخم السياسي، فمن المرجح أن يرتفع سعر البيتكوين قبل الانتخابات. كما من المتوقع أن تؤدي زيادة اهتمام السوق ومشاركة المستثمرين المؤسسيين إلى زيادة الطلب على البيتكوين. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تنعكس توقعات المستثمرين المتفائلة بشأن البيتكوين على سعرها، مما قد يدفعها إلى مستويات قياسية جديدة. فمن الناحية التاريخية، أظهرت البيتكوين زخمًا تصاعديًا قويًا قبل الانتخابات الأمريكية، كما رأينا في 2012 و2016 و2020. وبالنظر إلى هذه السوابق التاريخية، يتوقع الكثيرون أن تتبع البيتكوين توجهًا مشابهًا مع اقتراب انتخابات نوفمبر 2024، وربما تسجل مستويات قياسية جديدة على الإطلاق.

فعلى الرغم من معنويات السوق الإيجابية تجاه مستقبل البيتكوين، يجب على المستثمرين توخي الحذر والحيطة دائمًا. يُعرف سوق العملات المشفرة بتقلباته العالية، ويُمكن أن تؤدي عوامل مثل تغييرات السياسة والتحولات في معنويات السوق إلى تقلبات حادة في الأسعار. لذلك، يجب على المستثمرين التفكير بعنايةٍ في العوامل المختلفة وتوخي الحذر عند اتخاذ القرارات.

في الساعة 8:10 صباحًا يوم 20 أبريل 2024، سجّلت شبكة البيتكوين التنصيف الرابع عند ارتفاع الكتلة إلى 840,000، مما قلل حافز التعدين من 6.25 BTC إلى 3.125 BTC لكل كتلة.

يعتقد المؤيدون أن هذا التنصيف يُمكن أن يحفز السوق الصاعدة التالية، حيث يرتفع الطلب - الذي تغذيه صناديق تداول البيتكوين الفورية - بينما ينخفض العرض.

تاريخيًا، حظيت تقلبات الأسعار المحيطة بأحداث تنصيف البيتكوين باهتمام كبير. وفي حين أنّه من غير المتوقع أن يؤثر التنصيف على سعر البيتكوين على المدى القصير، فإن العديد من المستثمرين يتطلعون إلى توجهات ما بعد التنصيف السابقة، ويتوقعون زيادة ملحوظة في الأشهر المقبلة. في الثلاثين يومًا التي سبقت أحداث التنصيف في 2012 و2016 و2020، ارتفعت أسعار البيتكوين بنسبة 5% و13% و27% على التوالي. فكانت قمم الأسعار بعد دورات التنصيف هذه 93 ضعفًا و30 ضعفًا و8 أضعاف السعر في يوم التنصيف. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك ارتفاع ملحوظٌ في عناوين البيتكوين في 150 يومًا بعد كل حدث، مع زيادة العناوين الجديدة بنسبة 83% و101% و11%.

من المهم ملاحظة أنّ تأثير تقليل نسبة عملة البيتكوين التي تمّ تعدينها حديثًا على إجمالي المعروض قد تراجع بعد كل عملية تنصيف. فعلى سبيل المثال، بعد التنصيف الأول، استحوذت عملة البيتكوين التي تمّ تعدينها حديثًا على 50% من إجمالي المعروض المتداول، مما أثر بدرجةٍ كبيرة على إجمالي معروض العملة. ومع ذلك، مع هذا التنصيف الأخير، فإن إصدار البيتكوين الجديدة سيمثل 3.3% فقط من إجمالي المعروض، مما يقلل من تأثير تقليل النسبة هذا.

وفي حين شهدت البيتكوين تاريخيًا ارتفاعات قياسية في الأسعار بعد التنصيف، يشير المحللون من مؤسسات مثل JP Morgan ودويتشه بنك إلى أنّ التأثير المحتمل قد يكون بالفعل في السوق. ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 150% من أكتوبر 2023 إلى أبريل 2024، مما يشير إلى أن حدث التنصيف يُمكن أن يُخفّض الأسعار على المدى القصير. فقبل التنصيف، غالبًا ما يتوقع السوق ارتفاعًا في الأسعار، مما يدفع العديد من المستثمرين إلى اتخاذ خطواتٍ مبكرة للاستفادة من النتائج الصعودية المتوقعة. وبعد التنصيف، قد يقوم بعض صانعي السيولة بصرف الأموال من أجل الربح مع تلاشي الضجة والدعاية، مما يؤدي إلى زيادة العرض وربما التسبب في انخفاض الأسعار.

وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) على ١١ من صناديق التداول الفوري للبيتكوين من Bitwise وGrayscale، وHashdex، وBlackRock، وValkyrie، وInvesco، وArk، وVanEck، وWisdomTree، وFidelity، وFranklin في تمام الساعة 4:00 صباحًا يوم ١١ يناير ٢٠٢٤.

من المتوقع أن يؤدي هذا القرار التاريخي إلى تغيير مشهد الاستثمار في العملات المشفرة، مع وجود العديد من النتائج المحتملة:

1. زيادة الانتشار: تهدف الموافقة على صناديق التداول الفوري للبيتكوين إلى جذب قاعدة أوسع من المستثمرين، مما يجعل الاستثمار في العملات المشفرة متاح لقاعدة أكبر من الجمهور.

2. الاعتراف التنظيمي: توّفر موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية ضمانًا تنظيميًا مهمًا للبيتكوين، ومعالجة مخاوف المستثمرين وتعزيز الثقة في الاستثمار جنبًا إلى جنب مع الشركات المالية الشهيرة.

3. ارتفاع الطلب والتأثير الإيجابي: أدى التدفق المتوقع لرأس المال إلى صناديق تداول البيتكوين الفورية بالفعل إلى ارتفاع أسعار البيتكوين.  ويتوقع المحللون أن يصل سوق صناديق تداول البيتكوين الفورية في النهاية إلى 100 مليار دولار.

4. الوصول إلى مستثمري التجزئة: على عكس طرق الاستثمار التقليدية، يُمكن لمستثمري التجزئة الآن الوصول إلى البيتكوين من خلال صناديق تداول البيتكوين الفورية دون الحاجة إلى إدارة محفظة بيتكوين.

في مارس 2023، قدم مطوّر مجهول معروف باسم دومو بروتوكول BRC-20، القائم على بروتوكول Ordinals. يمثل BRC-20 معيارًا جديدًا لعملة البيتكوين، باستخدام ملفات JSON النصية للمعاملات. حيث يتوافق كل ملف JSON مع نقش Ordinal برقم تعريف فريد مرتبط بعملة BRC-20 مُحددة. يعمل هذا المعيار على تسهيل عمليات الإصدار العادلة لعملات البيتكوين البديلة ويُسلط الضوء بسرعة على رموز Ordinals للبيتكوين، مما يؤدي إلى عشرات الآلاف من عملات النقش. ففي الوقت الحالي، يتمثل حوالي 95% من النقوش على Bitcoin Ordinals في عملات BRC-20 النصية.

إنّ إدخال معيار BRC-20 يفيد البيتكوين في عدة جوانب. أولًا، يثري هذا المعيار نظام البيتكوين. يزيد BRC-20 من إصدار العملات وإمكانيات الاستخدام على بلوكتشين البيتكوين، مما يوفر نظامًا بيئيًا أكثر تنوعًا.  كما يُمكن للمستخدمين إنشاء أنواع مختلفة من العملات - مثل العملات الثابتة وعملات الأمان وعملات التحكّم - لتلبية مختلف الاحتياجات ودفع الابتكار والتطوير. ثانيًا، يُعزز سهولة الاستخدام. تعمل عملات BRC-20 على توسيع نطاق دور البيتكوين بما يتجاوز مجرد كونها عملة مشفرة.  حيث يُمكن لمالكي العملات المشاركة في العديد من التطبيقات والمشاريع، والوصول إلى مجموعة واسعة من الخدمات والميزات. ثالثًا، يعزز تطوير التمويل اللامركزي. تعمل عملات BRC-20 على توفير المزيد من السيولة والمشاركين وتوجيهم إلى تطبيقات التمويل اللامركزي على بلوكتشين البيتكوين. كما يُمكن أن تعمل هذه العملات أيضًا كضمان للقروض وتوفير العوائد، مما يزيد من دفع نمو التمويل اللامركزي. رابعا، يُعزز القدرة التنافسية. مع ظهور منصات بلوكتشين جديدة، يجب على البيتكوين مواصلة الابتكار للحفاظ على ميزتها التنافسية. ويساهم معيار BRC-20 في تحقيق هذا الهدف من خلال توفير المزيد من الوظائف والإمكانات وجذب المطوّرين والمستخدمين.

وبدافع من Ordinals وBRC-20، توسعت حالات استخدام البيتكوين لتتجاوز تخزين القيمة البسيطة وتبادلها، حيث كانت بمثابة منصة إصدار للأصول تعمل على توسيع سيناريوهات الاستخدام بدرجة كبيرة. بعد إدخال Ordinals، ظهرت بروتوكولات جديدة مثل Atomicals وRunes وPIPE لمساعدة المستخدمين وأصحاب المشاريع على إصدار أصول على بلوكتشين البيتكوين.

في 14 نوفمبر 2021، الساعة 1:18 مساءً، وصل ارتفاع كتلة البيتكوين إلى 709632، مما أدى إلى تنشيط ترقية عناوين Taproot. وتقدم هذه الترقية المهمة مخطط توقيع Schnorr ونظام بيانات أشجار ميركل ذات التعليمات البرمجية المجردة (MAST) ولغة Tapscript الجديدة. حيث تعمل عناوين Taproot على تحسين خصوصية البيتكوين وأمانها ووظائفها. فمن خلال تنفيذ قواعد العقود الذكية الجديدة ومُخططات التشفير، تصبح معاملات البيتكوين أكثر مرونة وأمانًا، مع توفير حماية محسنة للخصوصية. وبهذا، تُرسي هذه التطورات أُسس حلول التوسّع المستقبلية وبروتوكولات إصدار الأصول.

أعلن المجلس التشريعي في السلفادور سنّ قانونٍ يعيّن البيتكوين والدولار الأمريكي كعملاتٍ رسمية للبلاد. حيث يُمكن للمواطنين تنزيل محفظة رقمية مقدمة من الحكومة مجانًا. وبهذه الخطوة، أصبحت السلفادور أول دولة في العالم تعتمد البيتكوين رسميًا كعملة قانونية.

في أغسطس 2017، تمّ تفعيل ترقية بروتوكول الشاهد المنفصل (SegWit) للبيتكوين على ارتفاع كتلة 481,824، مما أدى إلى إدخال تحسينات كبيرة على قابلية التوسّع والتفرع البسيط. ويتمثل الهدف الأساسي لـ SegWit في معالجة قدرة المعاملات المحدودة للبيتكوين والرسوم المرتفعة. فقبل SegWit، كانت معاملات البيتكوين مقيدة بحد حجم كتلة يبلغ 1 ميغابايت، مما أدى إلى ازدحام الشبكة وزيادة الرسوم. ومن خلال إعادة تنظيم نظام بيانات معاملات البيتكوين، يزيد SegWit بكفاءة وشكل فعّال من سعة الكتلة، مما يعزز إنتاجية الشبكة. فهذا يسمح باستيعاب المزيد من بيانات المعاملات في كل كتلة، مما يقلل ازدحام الشبكة ويحد من ارتفاع الرسوم. تمتد أهمية SegWit إلى أكثر من ذلك؛ فهي تمهد الطريق للتطورات المستقبلية الرئيسية، بما في ذلك ترقية عناوين Taproot. كما أنه وضع الأساس للابتكارات مثل بروتوكول Ordinals وعملات BRC-20، التي اكتسبت شعبية في عام 2023. وبهذا المعنى، يلعب SegWit دورًا مهمًا في تشكيل الطفرة المذهلة «صيف النقوش».